الوطن يحتاج لكل أفراده ولعمل كل واحد منهم

قرأنا أو سمعنا بقصيدة أو قصة عن الأنانية و اعتبار بعض الأشخاص أنهم هم اللذين يعطون وغيرهم يستفاد ويتمتع بالفائدة فينزوون في ركن ميت ويبقون حتى يطويهم الزمان في جلباب حقدهم.
ودائما الشجرة الجافة تجتث لتوقد بها نار المدفأة.
هذا ما حدث لصديقنا الذي دخل بستانه ذات صباح ليجد كل شيء فيه يذبل ويموت، وأخذ يجول بين أشجاره ويسألهم :
فسأل شجرة البلوط عمى ألم بها ؟
فأجابت: بأنها سئمت الحياة وترغب في الموت، لأنها ليست طويلة ولا جميلة كشجرة الصنوبر.
أما شجرة الصنوبر فقد كانت حزينة لأنها لا تستطيع أن تحمل ثماراً لذيذةً ونافعةً مثل شجرة الكرمة.

غير أن الكرمة بدورها باتت زاهدة في حياتها راغبة في نهايتها لأنها لا تستطيع الوقوف منتصبة وتحتاج إلى من يسندها إن أرادت الوقوف مثل شجرة الدراق.
في حين كان الصبّار غاضباً من نفسه وناقماً عليها لقصر قامته وعجزه عن بث عطره كما الزنبق......
وعلى تلك الدرجة من السخط والحزن والكآبة كان كل من في البستان ....
حتى انتهى إلى زهرة البنفسج الصغيرة، فكان حالها مختلفاً مع جيرانها من حيث البهجة و الفرحة والإشراق.
وتعجب من حالها فقال:
"كم أبهجني أن أجد التفاؤل والرضي وسط كل هذا الإحباط وتلك السوداوية"
فأجابت البنفسجة مبتسمة قائلة:
"حسناً، لست ذات قيمة كبيرة، ولكنني أعلم يقيناً أنك لو أردت شجرة بلوط أو صنوبر أو عنب أو دراق أو زنبق لزرعت ذلك، ولكنك أردت بنفسجة، وأنا عازمة على أن أكون أفضل بنفسجة يمكن لها أن تكون في هذا الحقل"
إننا نريد كل البنفسج والورود والشجر المثمر والغير مثمر فلكل شيء في وطننا جماليته التي لا نستغني عنها.
ولكل فائدته وخدماته التي يقدمها وإن كانت صغيرة فهي إنجاز جميل وعمل يضيف جمالاً لهذا الوطن

كل إنسان له وظيفة محددة في هذا الكون ووطننا الحبيب هو جزء من نظام كبير لذلك على كل منا أن يعرف سبب وجوده في هذه الحياة
شكرا بسام لأنك تلفت انتباهنا دائما إلى المواضيع الجوهرية