الجلاء ...يوم من أيام العرب

إنّه أجلٌ من آجالِ الله إذا جاء لا يؤخر.
بعد نضال متواصل بذل فيه شعبنا الأرواح رخيصة في سبيل الوطن،كان يوم من
أيام العرب , التي تعبر عمّا في النفس العربية من أصالة ونزوع حقيقي للحرية, إنّه عيد الجلاء ,عيد الحرية، عيد الاستقلال، عيد المستقبل الواعد الذي كان يطمح إليه كل السوريين، المتطلعين إلى تقدم بلادهم وازدهارها وسؤددها. عيد الإخاء والوفاء للوطن، هذا الوطن الذي يكبر بأبنائه، ويزهو بنجاحاتهم، كي يتبوأ وإياهم المكانة اللائقة به وبهم بين أمم الأرض. وهو واحد من أيام العرب الخالدة التي انعكست فيها الشهامة العربية, وقدرتها على الكفاح, وإذا كا ن السوريون يحتفلون بهذا اليوم ويمجمدونه, فلإنهم يدركون أي نصر حقّقوه فيه,أي ثمنٍ دفعوه من أجله, فتراب هذا الوطن معجون بدماء الشهداء , ومضمّخٌ بالمواقف البطولية الرائعة, ليظل منارة تهدي العابرين إلى دروب الحياة على سفن الفداء الحقيقي,
لقد رفض شعبنا العربي السوري كل مشاريع التقسيم المناطقي أو المذهبي التي خرج بها عليهم المستعمر الفرنسي، مستهدفاً وحدتهم التي هي مصدر قوتهم وجوهر انتمائهم، وهكذا كان شعار الثورة السورية الكبرى الذي أعلنه للملأ قائدها الزعيم الوطني سلطان باشا الأطرش: «الدين لله، والوطن للجميع». فوقف أبناء جبل العرب وسهل حوران جنباً إلى جنب مع إخوانهم في غوطة دمشق وجبال حارم وهضبة حلب، وأبناء الساحل السوري مع رجال حماة وحمص وسهوب الجزيرة السورية ليشكلوا بكليّتهم هذا الوطن الذي يعرفه العالم تحت اسم الجمهورية العربية السورية.
فأي يومٍ أعظم من يوم الجلاء.
عاشت سورية حرّة أبيّة