خفافيش الظلام

مع تلاشي ضوء النهار وتداخل العتمة به يسود جواً من الإرباك
لحظات تنشط فيها خفافيش الظلام
يبحثون عن فرائس حالمة بمساحات رحبة للحرية فرائس فتحت شبابيك الأمل
وفرائس من نوع آخر تبحث عن مزيد من التحجر والتزمت للقضاء على بعض الأمل
يأتينا رصاص حناجرهم تأتينا قنابلهم المسمومة
... إنها الفتنة يركب حمارها أبواق ما فتأت تنعق بأسم الدين
أبواق تخشى الديمقراطية لتحصل على إنقلاب يشرعن سلطتهم السوداء
نسمع كل يوم غرباناً تنعق ويمدها بالعزم تصفيق شديد لشياطين تتلذذ بلعق الدم
لقد خدشوا الأديان خدشوا كل المعتقدات وأصبحوا ينشرون نظريات التدين السياسي
يحلمون بدولة دينية يكون فيها الأمير الآمر الناهي وهو صاحب كل السلطات
دولة على غرار ما بعد الخلافة الراشدية نسوا أن الوضع هناك يختلف عن الوضع الحالي
فالتناقض الصارخ ما بين الدولة والدين والمجتمع لا يسمح بتأطير هذه المواقف الدينية
ليصبح وجودها بديلاً عن الدولة لأن نظريات بعض الحركات السياسية الدينية تعتبر
نفسها ممثلاً وحيداً وشرعياً للدين ليذهب بها التفكير لإعتماد منطق التكفير والتخوين
إني أرى أن الأزمة الحقيقية في النظريات الدينية لإنشاء الدولة تكمن بالإجتهاد
المتحجر والبعيد عن روح المشاركة مما يؤدي حتماً إلى إنهيار نظم الوحدة وثقافتها
بين أبناء المجتمع الواحد وبالتالي إنهيار الإطار الجامع
فالإطار السياسي الديني لا يعتبر مصالح الأمة ويضيق في مصالح مذهبية وحزبية
يفقد ذاتية الدولة ومضمونها
وهو بالأساس يرفض نقد المؤسسات الدينية فإذا كان أمير الدولة فاسداً فيفسد معه
مجتمعاً كاملاً بكل أطيافه ويصبح الدم المراق مجرد فاتورة لحجز كرسي في مكان
ما من هذه الإمارة
إننا بحاجة إلى أفكار تعيد إلى شعبنا أصالته ولحضارتنا بريقها ويبعدنا عن التمزق
والتعصب والإنقسامات الثقافية والدينية التي يتبعها إتقسامات جغرافية وسياسية حتماً .

شكراً لك عطر الشام وشكراً لكل المساهمين في هذا المنتدى الرائع
أقول إذا كانت الأمبريالية والصهيونية العالمية تحارب الأنظمة الشمولية فهي تحاربها لأنها كسبت تأييد الشارع ولم يعد بإمكانها السيطرة عليها أو إدارتها كيفما تريد طبعاً ليس كل نظام شمولي يعتبر نظام دكتاتوري فالأمبريالية العالمية لا تحارب الأنظمة الدكتاتورية إلا إذا فقدت السيطرة عليها وإلا لكانت دول الخليج أول من تحاربه أمريكا

قسماً سنبذل أرواحنا فداءً لعزة سوريا ليس لنا نحن ولكن لأولادنا وأحفادنا فمن لا يدافع عن وطنه غير جدير بالحياة فمن يعمل لضرب بلده بالظهر بحجج مهما كانت كبيرة أو صغيرة وخصوصاً في وقت يمر الوطن بأزمة يجب نبذه وسحقه
أقول وليس تشبيهاً إن حدث مع الكيان الصهيوني أي أزمة تجتمع الموالاة والمعارضة في خندق واحد لحل أزمتهم لكن نجد عند العرب عندما تريد الصهيونية والأمبريالية ضرب أي بلد عربي أو مسلم تجتمع المعارضة مع العدو ضد وطنهم
كلمة أخيرة شعب أو بعض شعب لا يعرف أين يقف يجب أستئصاله لأن عدم وجوده خير من وجوده
الشكر الجزيل للأستاذ بسام ولعطر الشام وكل الشرفاء في وطني أنتم من يمدني بالألهام
وإلى المجد سائرون تحيا سوريا