النصر للشعب

كيف يمكننا تأسيس حضارة؟
ونحن نستعمل
المسدسات الكاتمة للحب ...
نزار قباني
لا غالب إلا الحب
١
رغم ما یثور في عیني من زوابع
ورغم ما ینام في عینیك من أحزانْ
برغم عصرٍ ،
یطلق النارَ على الجمال ، حیث كانْ ..
والعدلِ ، حیث كان ..
والرأي حیثُ كانْ
أقولُ : لا غالب إلا الحبّْ
أقولُ : لا غالب إلا الحب
للمرة الملیونِ ..
لا غالبَ إلا الحب
فلا یغطینا من الیباس ،
إلا شجر الحنانْ .
٢
برغم ھذا الزمن الخرابْ
برغم عصر یقتل الكتابھْ..
ویقتل الكُتابْ ..
ویطلق النار على الحمام .. والورود ..
والأعشاب ..
ویدفن القصائد العصماء ..
في مقبرة الكلابْ ..
أقولُ : لا غالب إلا الفكرْ
أقولُ : لا غالبَ إلا الفكرْ
للمرة الملیون ،
لا غالب إلا الفِكرْ ..
ولن تموتَ الكلمة الجمیلھ
بأي سیف كان ..
وأي سجن كان ..
وأي عصر كان ...
٣
بالرغم ممن حاصروا عینیكِ ..
یا حبیبتي ..
وأحرقوا الخضرة والأشجار
بالرغم ممن حاصروا نوار
أقولُ : لا غالب إلا الوردُ ..
یا حبیبتي .
والماءُ ، والأزھارُ.
برغم كل الجدب في أرواحنا
وندرة الغیوم والأمطارْ
ورغم كل اللیل في أحداقنا
لا بدَّ أن ینتصر النھارْ ...
٤
في زمن تحول القلبُ فیھ
إلى إناءٍ من خشب ..
وأصبح الشِعرُ بھِ ،
قصیدة من الخشب
في زمن اللاعشق .. واللاحلم .. واللابحر ..
واستقالة الأوراق، والأقلام ، الكتبْ
أقولُ : لا غالب إلا النھد ..
أقول : لا غالب إلا النھد ..
للمرة الملیون ،
لا غالبَ إلا النھدْ ..
فبعد عصر النفط ، والمازوتْ
لابد أن ینتصر الذھبْ ...
٥
برغم ھذا الزمن الغارق في الشذوذ
والحشیش ..
والإدمان ..
برغم عصر یكره التمثالَ، واللوحة ،
والعطورَ ..
والألوان ..
برغم ھذا الزمن الھاربِ ..
من عبادة اللهِ ..
إلى عبادة الشیطانْ ..
برغم من قد سرقوا أعمارنا
وانتشلوا من جیبنا الأوطانْ
برغم ألفِ مُخبر محترفٍ
صممھ مھندس البیت مع الجُدرانْ
برغم آلاف التقاریر التي
یكتبھا الجرذان للجرذان
أقولُ : لا غالب إلا الشعبْ
أقولُ : لا غالب إلا الشعبْ
للمرة الملیون ،
لا غالب إلا الشعب.
فھو الذي یُقدِّرُ الأقدارْ
وھو العلیمُ، الواحدُ، القھارْ ...
إن الشعب هو الذي ينتصر ووحدتنا تعطينا القوة
وسينهزم الأعداء بجميع أشكالهم
الشباب السوري يصنع المستحيل