الفيتو الروسي الصيني000 وهستيريا أعداء سورية وقنوات التضليل

أكدت روسيا والصين ثبات موقفيهما تجاه الأزمة في سورية عبر إحباط مشروع القرار الغربي الجائر في مجلس الأمن الدولي الذي يهدف إلى فرض عقوبات ضد سورية تندرج تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وتمهد لأرضية يتم من خلالها التدخل في شؤون سورية الداخلية

تحت مسميات وحجج واهية حيث استخدمت روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا وبريطانيا الدولتان اللتان لهما تاريخ حافل باضطهاد الشعوب وقتلها واستعمارها وهما اللتان صنعتا اتفاقية سايكس بيكو التي جزئت الوطن العربي كما زرعت الكيان الصهيوني في فلسطين .‏

لقد وجهت كل من روسيا والصين رسائل بالغة الأهمية إلى هذه الدول الاستعمارية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية مفادوها أن سياسة ازدواجية المعايير التي استخدمتها هذه الدول تجاه الأزمة السورية غير مجدية حيث القرار الغربي جائر ومسيس ولا يمكن أن يمر لان من يريد مصلحة الشعب السوري عليه توحيد الجهود من اجل التوجه نحو الحوار وتنفيذ خطة المبعوث الدولي كوفي انان وما اتفق عليه في وثيقة جنيف الصادرة في 30 حزيران الماضي .‏

الخطوة الروسية الصينية التي تعتبر الثالثة من نوعها خلال تسعة أشهر ضد مشاريع قرارات غربية تمهد للتدخل في الشؤون الداخلية السورية وفرض عقوبات ضد الشعب السوري أثبتت وبما لا يدع مجالا للشك أن سياسة القطب الواحد إلى أفول وان الخطوات الأحادية الجانب من قبل واشنطن وحلفاؤها للهيمنة على المنطقة ولاسيما التدخل في شؤون سورية خط احمر الأمر الذي أثار نوعا من الجنون والذهول لدى مسؤولي الدول الاستعمارية حيث ظهر ذلك جليا من خلال تعليقات المندوبة الأميركية في مجلس الأمن سوزان رايس والمندوب البريطاني على الفيتو الروسي الصيني والتي بدا من خلالها حالة الإخفاق والإحباط التي اصابتها حيث قالت ربما سنفكر بقرارات ضد سورية خارج مجلس الأمن الأمر الذي يشير إلى المخطط العدواني الذي تنفذه هذه الدول للنيل من امن واستقرار الشعب السوري ودور سورية الداعم للمقاومة والممانع لمشاريع التقسيم المعدة منذ زمن لدول المنطقة.‏

لقد حاولت الدول الاستعمارية التي قدمت وأيدت مشروع القرار العدواني في مجلس الأمن التي لها مصلحة في تسعير الأزمة في سورية تصعيد الأعمال الإرهابية قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن وذلك من خلال إعطاء الضوء الأخضر لأذرعها الإرهابية من اجل زيادة حدة العنف وبث الفوضى وارتكاب الجرائم والتي كان أخرها استهداف مبنى الأمن القومي والذي راح ضحيته ثلاثة من كبار القادة في الجيش والأجهزة الأمنية وذلك من اجل تشويه حقيقة ما يجري على ارض الواقع في سورية وتضليل الرأي العام الدولي وابتزاز الجانب الروسي والصيني لاستصدار قرارترغب به وتخطط له و يحقق لها أجندتها العدوانية إلا أن الفشل كان من نصيبها بفضل تفهم الجانب الروسي و الصيني لحقيقة ما يجري وما يخطط له حيث تجلى ذلك بما قاله المندوب الروسي في مجلس الأمن فيتالي تشوركين الذي أكد أن بلاده لن تسمح بتمرير قرار حول سورية مبني على الفصل السابع وأنه لا مستقبل لأي حسابات لاستخدام مجلس الأمن من أجل فرض المخططات السياسية على الدول السيادية مشيرا إلى أن أعضاء الدول الغربية الذين طرحوا مشروع القرار بخصوص سورية وضعوا المصالح الجيو سياسية الشخصية البعيدة عن مصالح الشعب السوري في المرتبة الأولى و التي أدت إلى تفاقم الأزمة في سورية.‏

إن الفشل والإحباط الذي لحقا بمسؤولي الدول التي تناصب سورية العداء ويقدمون الدعم والذين يسخرون أموال عربان الخليج من أجل تقديم المال والسلاح لهؤلاء المسلحين الذين يرتكبون الجرائم في سورية أصاب قنوات التضليل الإعلامي ولاسيما قناتي الجزيرة والعربية بنوع من الهستيريا نتيجة الفشل الذي لحق بعصاباتهم على الأرض والإخفاق السياسي في مجلس الأمن من تحقيق ما يطمحون إليه ضد سورية فحاولتا بث الأخبار الكاذبة ضد سورية وتشويه حقيقة ما يجري لرفع معنويات العصابات المسلحة التي هي الأخرى منيت بهزيمة منكرة في معظم أماكن تواجدها وتكبدت خسائر فادحة جعلت منها تتنقل من حي إلى أخر وتأخذ المدنيين دروعا بشرية بعد أن أصابها الرعب والذعر بفضل شجاعة وبسالة قواتنا المسلحة التي أعلنت عزمها على استئصال الإرهاب من جذوره وحماية أمن الوطن والمواطن مهما بلغت التضحيات .‏

لقد أكدت الدول الاستعمارية ومن يدور في فلك عمالتها من عربان الخليج ولاسيما حكام قطر والسعودية حقدها الدفين على الشعب السوري من خلال فرض العقوبات الجائرة التي أثرت سلبا على معيشته اليومية والتي تخالف جميع القوانين و الأعراف الدولية ومنعت الإرهابيين من تسليم أسلحتهم والاستفادة من العفو الذي منحته القيادة السورية لكل من لم تتلطخ يديه بدماء السوريين وإعطاء الضوء الأخضر لهذه العصابات بضرب البنية التحتية و التي طالت الكتب المدرسية و محطات توليد الطاقة الكهربائية و الجسور و خطوط نقل النفط والغاز وغيرها من المؤسسات التي تقدم الخدمات للمواطنين وكذلك تحريضها على رفض الحوار الأمر الذي يشير بوضوح إلى النيات العدوانية لهذه الدول وسعيها لتحقيق مصالحها وضمان أمن الكيان الصهيوني على حساب حقوق و مستقبل ومصالح الشعب السوري.‏

إن الشعب السوري إذ يقدر عاليا الموقف الروسي والصيني تجاه الأزمة في سورية الذي من شأنه تحديد شكل النظام العالمي الجديد يؤكد للعالم أنه لن يسمح بأي تدخل خارجي يمس قراره الوطني المستقل وأن الأعمال الجبانة التي تدعمها القوى الغربية وتتستر عليها قنوات التضليل الإعلامي لن تزيده إلا قوة وعزيمة على تحقيق النصر على المستعمرين الجدد و أدواتهم الذين باعوا وطنهم و اسرهم وأقاربهم لأعداء الوطن و ذلك من خلال تمسكهم بوحدتهم الوطنية و التفافهم حول قيادتهم وجيشهم البطل الذي يتصدى لفلول الإرهابيين بكل قوة و شجاعة و يعمل على تحطيم أوهام العملاء و المراهنين و المتآمرين .‏