تسجيل القرى الأثرية في شمال سورية على لائحة التراث العالمي

تعتبر سورية من أغنى دول العالم بتراثها الثقافي المنوع، حيث يملك عدد كبير من مواقعها الأثرية قيم عالمية استثنائية توازي نظرائها في العالم، لذلك فقد سعت المديرية العامة للآثار والمتاحف لتسجيل هذه المواقع المتميزة على قائمة التراث العالمي، وهو سعي مبرر منسجم مع توجهات الحكومة وتطلعات الشعب السوري في تمثيل هذه المواقع بالشكل الذي تستحقه على قائمة التراث العالمي، وإكسابها الاعتراف العالمي، لقيمتها ولأهميتها وبالتالي للحضارة العريقة التي أنتجتها.
من أهم هذه المواقع القرى الأثرية في شمال سورية أو "المدن الميتة" التي تضم التجمعات الثمانية التي تم اختيارها للتسجيل على قائمة الإرث الحضاري في جلسة لجنة التراث العالمي رقم 35 التي عقدت في باريس من 19-29 حزيران 2011، والتي تشكل بمجموعها مشهد ثقافي ذو قيمة عالمية استثنائية.
تمثل التجمعات الثمانية الممتدة على مساحة تصل إلى حوالي 130كم2 في الكتلة الكلسية ضمن محافظتي حلب وادلب، والتي تتضمن 40 قرية أثرية، ومجموعاً سكانياً يصل إلى 10آلاف نسمة، منطقة أثرية ما تزال آثار التوطن الإنساني العائدة للفترة بين القرنين الأول والسابع الميلادي واضحة تماماً فيها، وهي واحدة من التجمعات الجغرافية النادرة والمتجانسة في حوض البحر المتوسط التي تستطيع أن تقوم بنقل واقعي لصورة الحياة الريفية في نهاية الفترة الرومانية، وخلال الفترة البيزنطية وتعكس بشكل مباشر التقاليد التي مازالت سائدة حتى اليوم من خلال المواقع الأثرية المنتشرة فيها.
تم ترشيح الموقع للتسجيل على قائمة الإرث الحضاري العالمي لأنه يمثل بطريقة استثنائية نمو حضارة زراعية منقرضة، ولأنه يقدم من خلال أطلاله المعمارية العديدة مواقع صرحية ذات قيمة استثنائية في العالم المسيحي الشرقي، ولأنه يسمح بالتعرف على الطرق القديمة المتبعة في استغلال المنطقة الزراعية.
إن القيمة الاستثنائية للقرى الأثرية في شمال سورية عززتها حالة الحفاظ المميزة للأطلال، وقد بقيت هذه المواقع محافظة على أصالتها بالكامل بسبب موقع المنطقة المتطرف، الذي ظل لفترة طويلة خارج الأحداث التاريخية الكبيرة التي مرت على سورية منذ الفترة الرومانية وحتى اليوم.
وقد اشترك في إعداد هذا الملف، الذي استغرق إنجازه ثلاثة أعوام بدءاً من عام 2007 ولغاية 2010، فريق الخبراء الوطنيين من المديرية العامة للآثار والمتاحف بالتعاون مع فريق الخبراء الدوليين من منظمة اليونسكو بدعم من اتفاقية فرنسا- اليونسكو للتراث.

نعم إنها سورية الحضارة
شكرااااااااا علاء

شكرا علاء عالموضوع فعلا خبرحلو وانشالله رح تبقى سوريا منبع الحضارات